إعلان الخمسينية في الرياض

                                                                       بسم الله الرحمن الرحيم

                  ﴿وَٱلۡعَصۡرِ (١) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ(٢) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (٣)

 

تعبيراً عن صادق عرفاننا لبلداننا الأعضاء على شراكتنا الطويلة الأمد في مجال التنمية، مع اعتمادنا الاستدامة والتنوع والشمول، واحترامنا خصوصيةَ وأولوياتِ كل بلد؛

وتقديراً لما وُفّقت إليه مؤسستنا، البنك الإسلامي للتنمية ("البنك")، طوال خمسين عاماً من العطاء، بفضل الله تعالى، ثم بدعم ورعاية حكوماتنا وبجهود مسؤولي البنك؛

وتثميناً لمثابرة البنك- منذ إنشائه- على العمل التنموي المتوائم مع المبادئ الأصيلة لأمتنا والأولويات الوطنية لبلداننا، والمرتكز على التضامن الإسلامي والتعاون الدوليّ؛

وتأكيداً لخصوصية دور البنك بصفته مؤسسة تنمويةً دوليةً رائدةً في التمويل الإسلاميّ، منبثقةً من سبعة وخمسين بلداً من بلدان الجنوب، وممثلةً لها وملبيةً لاحتياجاتها وتطلعاتها؛

واستثماراً للإنجازات المتراكمة في هذا الصدد، إذ ساهم البنك الإسلامي للتنمية، بنفسه وبواسطة المؤسسات المنبثقة عنه، في تعزيز التعاون الاقتصادي والنشاط الاستثماريّ والتبادل التجاريّ، وفي حشد وتوجيه الأموال والموارد الأخرى المتدفقة من داخلِ البلدان الأعضاء ومن خارجها في سبيل دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبناء القدرات، والتصدّي للتحديات والأزمات الطارئة محلياً وعالمياً، مع اعتماد أدوات وطرائق وتكنولوجيات مبتكرة؛

واستلهاماً لروح بيان العزم الذي مهّد لإنشاء البنك، واستشرف ملامح دوره وتوجهاته الاستراتيجية، ونظراً للتغيرات والتحديات والفرص المستقبلية، وانسجاماً مع أصالتنا وتضامننا؛

نجدِّد التزامنا الراسخ بمواصلة مهمتنا المتمثلة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والمؤدِّية إلى الرخاء المشترك لأمّتنا؛

ونحثُّ قيادة مجموعة البنك الإسلامي للتنمية ("مجموعة البنك") على العمل على عوامل التمكين الأساسيّة التالية من أجل تهيئة مؤسستنا هذه لمواصلة خدمة تلك المهمة النبيلة خلال المرحلة المقبلة:

  1. الاستمرار في تطوير الهيكل العامّ والإطار الحوكميّ لمجموعة البنك تطويراً يحقق المزيد من الوضوح والتكامل لأدوار كياناتها، وذلك في سبيل بلوغ المستويات المثلى للأداء والاستدامة المالية مع الاسترشاد بالممارسات الدولية المعتبرة.
  2. رفع مستوى التمويل التنمويّ الميسَّر بواسطة آلية مؤسسية تضمن فعالية حشد الموارد، وذلك من أجل الاستجابة المثلى للاحتياجات التمويلية المتزايدة التي تواجهها البلدان الأعضاء، والتي تتضمن البلدان الأعضاء الأقل نموّاً دون أن تقتصر عليها. وهو ما يتأتّى بتحقيق التوازن بين النموّ المستمر لعمليات البنك واستدامته المالية.
  3. زيادة حجم المِنَح المالية بفضل شراكات ومنصات دولية تضمن فعالية حشد الموارد المُكمِّلة من الجهات المانحة الرسمية ومن القطاعين الخاص والثالث، وذلك بقصد الاستجابة الملائمة للاحتياجات التنموية المتزايدة التي تواجهها الفئات الاجتماعية الأكثر هشاشةً، في ظل ما يعاني منه عدد متزايد من بلداننا الأعضاء ومجتمعاتنا الإسلامية من كوارث وصعوبات.
  4. تحقيق تموضع استراتيجي لمجموعةِ البنك في القطاع الماليّ الإسلاميّ، وذلك بترسيخ دورها الريادي في سوق الصكوك، وتوسيع وتعميق أسواق رأس المال الإسلامية المحلية والدولية وتوجيه مواردها لدعم التنمية، وتطوير البيئات التنظيمية والقانونية، وبناء القدرات، وحشد الشراكات اللازمة لذلك.
  5. تحقيق تموضع استراتيجي لمجموعةِ البنك في مجال التعاون فيما بين بلدان الجنوب، وذلك بترسيخ دورها في تعزيز التكامل الإقليميّ، والاستثمارات الإقليمية البينية، والمبادلات التجارية، وتبادل الخبرات والتجارب التنموية، وتطوير البيئات التنظيمية والمؤسسية، وبناء القدرات، وحشد الشراكات اللازمة لذلك.

وبالله التوفيق، وهو المستعان.

 

Top