اليوم العالمي للشباب 2023 يذكرنا بمسؤولياتنا كمؤسسات متعددة الأطراف

معالي الدكتور محمد الجاسر رئيس البنك الإسلامي للتنمية

اليوم، يردد البنك الإسلامي للتنمية صدى أصوات الشباب الذين يشكلون العمود الفقري لمجتمعنا. إن طاقة الشباب وشغفهم ورغبتهم في التقدم تبعث الطمأنينة بأن مجتمعاتنا بأن أفضل أيامنا تنتظرنا.

إنه لمن دواعي اعتزازي أن يشكل الشباب في البلدان الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية 20٪ من السكان.

يقدم اليوم العالمي للشباب 2023 فرصة للاحتفال بالمنجزات المتحققة والتصدي للتحديات التي يواجهها الشباب. كما يذكرنا بمسؤولياتنا كمؤسسات متعددة الأطراف لتعزيز جهودنا لتمكين نواة مجتمعنا، فالشباب المتمكن يمثل منارة للأمل.

إذا تم دعمه وتوجيهه بالطريقة الصحيحة، فإن هذا "التنامي" الشبابي يعد رصيدًا قيمًا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لبلداننا الأعضاء. فالشباب هم أفضل استثمار لنا نحو مستقبل مشرق من خلال توظيف طاقاتهم وأفكارهم المبتكرة.

في هذا الصدد، يعتبر الشباب مكونًا لا يقدر بثمن في استراتيجية البنك نحو تحقيق أهدافه وغاياته، لا سيما في ضوء التحديات الإقليمية والعالمية.

وفي مواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية المستمرة، لم يكن تبني شعار أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة "عدم ترك أحد يتخلف عن الركب" أكثر أهمية من أي وقت مضى. ونحن بحاجة إلى ضمان "عدم إهمال أي شاب" من خلال تعزيز الشراكات بين الجهات الفاعلة في مجال التنمية والشركات والشباب أنفسهم. ستولد هذه الشراكات الموارد والخبرة والمعرفة لتسخير أكثر من 185.9 مليار دولار أمريكي من المساعدة الإنمائية الرسمية .

يواجه الشباب في القرن الحادي والعشرين تحديات غير مسبوقة، منها عل سبيل المثال النزوح القسري بسبب الهجرة والبطالة وتراجع التوظيف والوصول المحدود إلى المرافق التعليمية والصحية وتغير المناخ.

تؤدي بطالة الشباب، التي ارتفعت بعد جائحة كورونا، إلى فقدان الإمكانات الإنتاجية ورأس المال البشري، مما يؤثر سلبًا على الاقتصادات الوطنية ورفاهية الشباب. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حلقة مفرغة قوامها الفقر، والحرمان من حق التصويت، ونقص الوصول إلى الموارد، والاضطرابات الاجتماعية.

إذا تُركت بطالة الشباب دون معالجة، فقد تؤدي إلى زيادة الاعتماد على برامج الرعاية الحكومية، وبالتالي إجهاد المالية العامة. قد تتطلب معالجة بطالة الشباب ضخ موارد حكومية إضافية عن طريق تحويل الأموال من القطاعات الحاسمة مثل التعليم والرقمنة وتطوير البنية التحتية وتغير المناخ بينما يؤدي إلى تصاعد مستويات الديون في الدول النامية والمتخلفة.

ان البنك الإسلامي للتنمية ملتزم بمعالجة بطالة الشباب من خلال نهج متعدد الأبعاد. ويشمل هذا النهج توفير إصلاحات تعليمية وتدريبية عالية الجودة، وتعزيز ريادة الأعمال والتوظيف الذاتي، وخلق بيئات عمل داعمة، وتنفيذ سياسات خلق فرص عمل تلبي متطلبات المستقبل.

لقد دعمنا باستمرار تطلعات الشباب من خلال البرامج والمبادرات ذات الصلة. من بين هذه البرامج "برنامج المنح الدراسية" طويل الأمد، والذي ظل قائما منذ عام 1983. ومن خلال هذا البرنامج دعم البنك الإسلامي للتنمية أكثر من 18000 طالب في السعي للحصول على تعليم عالٍ في مختلف المجالات الأكاديمية للمساهمة في تنمية مجتمعاتهم.

منذ عام 2011، أشرك البنك الإسلامي للتنمية الشباب في اتخاذ قراراته تجاه البرمجة الداخلية من خلال منتدياته السنوية لتنمية الشباب. لقد طورنا أيضًا مبادرات للمهارات الرقمية وريادة الأعمال والتدريب المهني والشراكات مع رواد الأعمال الشباب لتوليد وظائف خضراء.

نحن نبحث باستمرار عن طرق لتعميم تمكين الشباب في عملياتنا ومبادراتنا المعتادة، مثل برنامج الاستجابة للأمن الغذائي.

هذا العام، نحن متحمسون لإطلاق دعوة التحدي الثانية بشأن المهارات الخضراء في حالات ما بعد الأزمات مع منظمة العمل الدولية. كما نعمل أيضًا على تعزيز القدرة على التكيف مع المناخ والاستدامة البيئية، مما يضمن انتقالًا عادلًا للشباب وجميع شرائح السكان.

علاوة على ذلك، نعمل مع شركاء مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز النظم البيئية لريادة الأعمال للشباب والنساء. معًا، يمكننا بناء مستقبل أكثر إشراقًا حيث يمكن لجيل الشباب أن يقود ويبتكر ويساهم في تقدم المجتمع.

Top