مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان يوفران شريان حياة لتمكين المجتمعات بأفغانستان

تتمدد سهول قندهار بأفغانستان تحت شمس لا هوادة فيها. ومع ذلك، فإن كل هذا الدفء يفشل في إذابة جليد الخوف الذي يسيطر على شبنام، وهي تحتضن وليدها مقدس البالغ من العمر ستة أشهر. يخوض مقدس، الذي يعاني من سوء التغذية الحاد، معركة صامتة، بينما يهمس اليأس في أذن أمه شبنام، ويهدد بإطفاء آخر جذوة للأمل.

ولكن وسط الكآبة، تشتعل المنارة. يقف الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان، وهو مبادرة من منظمة التعاون الإسلامي يديرها البنك الإسلامي للتنمية، على الأرض استعدادا لتقديم شريان الحياة للأمهات مثل شبنام.

وقال معالي الدكتور محمد الجاسر، رئيس البنك الإسلامي للتنمية، في معرض تعليقه عند توقيع اتفاقية المساعدة الغذائية مع برنامج الأغذية العالمي في مايو 2023 "هذه اتفاقية تاريخية، فهي تسمح لنا بمعالجة انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي يواجه الأسر الأكثر ضعفاً في أفغانستان. نحن نسير على الطريق الصحيح لتوفير سبل العيش لنحو 38 ألف أفغاني، وإرساء الأساس للاعتماد على الذات واستشراف مستقبل أكثر إشراقا".

وأعرب الدكتور الجاسر عن خالص امتنانه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لتقديمه مساهمة بمبلغ 10 ملايين دولار للصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان، وهي تعكس بجلاء سخاء المملكة العربية السعودية وكرمها الفياض. كما قدم الدكتور الجاسر الشكر للصندوق السعودي للتنمية لمساهمته بمبلغ 20 مليون دولار في الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان.

واكد المهندس محمد جمال الساعاتي، الذي يشرف على الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان: "إنه عمل طيب وكبير يشعل جذوة الأمل".

ويجد هذا الأمل طريقه إلى أيدي شبنام ومقدس في شكل الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام والمنقذة للحياة والتي يقدمها الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. ويقول المهندس الساعاتي: "إن رؤية تأثير هذه التدخلات يعزز التزامنا. لقد مكنتنا مساهمة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية من الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفًا، حياة واحدة في كل مرة."

التحول الذي حدث ليس أقل من معجزة بكل المعايير. ففي غضون أسابيع، عادت ضحكات مقدس تملأ منزلهم مرة أخرى، واستعاد لحن الحياة. ومع ذلك، فإن قصته ليست سوى موجة واحدة في محيط شاسع من الأرواح التي تأثرت ايجابا بجهود الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

في مختلف أنحاء أفغانستان، تتم إعادة كتابة الحكاية. وفي مقاطعة هلمند، تقوم ورش العمل التي يمولها الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان بتزويد المزارعين بأساليب الممارسات الزراعية المستدامة، وتمكينهم ليس فقط من توفير الغذاء لأسرهم، ولكن للمجتمع بأكمله. يقول أحد المزارعين وهو يلعق حبوب القمح المكتنزة: "كانت الأرض تحتجزنا أسرى.. والآن، وبفضل التدريب الذي وفره  الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان، يمكننا تغذية أنفسنا وتزويد السوق بإنتاجنا."

وفي كابول، يتم إرواء العطشى بالمياه النظيفة من خلال مبادرات الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان. تشاهد فتيات صغيرات، عيونهن تتلألأ بالوعد بالتعليم، يقمن بضخ مياهًا صافية تمامًا من بئر تم تركيبها حديثًا بالقرب من منازلهن. وتهمس احداهن: "كانت المدرسة حلماً بعيد المنال، والآن هي على بعد خطوات قليلة."

ويتردد صدى التمكين بشكل أقوى في منطقة هيرات، حيث يسهم التدريب المهني المدعوم من الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان في إصلاح حياة الناس المحطمة. فترى أرملة، كانت غارقة في اليأس، تقف الآن شامخة، وتدير أعمال الخياطة الخاصة بها. لا تخيط إبرها الملابس فحسب، بل إنها تنسج قصة الاعتماد على الذات.

ويوضح المهندس الساعاتي: "إن تمكين المرأة لا يقتصر على الجانب الاقتصادي فقط، إنه حجر الأساس لأفغانستان المرنة." وفي إطار الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان قام البنك الإسلامي للتنمية ببناء جسور التعاون، مما مهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقًا للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد.

إن ندوب الصراع عميقة، والموارد شحيحة. ومع ذلك، وسط هذه الصعوبات، تتألق الروح الأفغانية بمرونة لا تتزعزع. يقول المهندس الساعاتي بصوت يجلله الالتزام "نحن نقف جنبا إلى جنب مع الشعب الأفغاني"، مضيفا "مع الصندوق الاستئماني الإنساني لأفغانستان وشركاء مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فإننا نضاعف التزامنا بالسير إلى جانبهم في كل خطوة على الطريق."

عندما تلامس خدود مقدس المتوردة، وهي دلالة على استعادته للحياة، كتف شبنام، تلتقي عيناها بعينيك، ويتردد صدى الامتنان الصامت في أعماقهما. هذه ليست مجرد قصة عن التدخلات المنقذة للحياة والفرص الاقتصادية، إنها إعادة كتابة حكاية الأمل بأفغانستان - قصة المرونة والأمل والمستقبل حيث يستطيع الأطفال مثل مقدس أن يضحكوا بحرية، ويحلموا بجرأة، ويبنوا أمة من جديد.

Top